ماذا كنتِ ترتدين؟

في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا ينظر لخيارات النساء والفتيات حول لباسهن على أنه حق او خيار شخصي، فإذا قررت النساء يوماً ما كسرالمعايير الإجتماعية التي تحدد ماهو لائق أو محتشم ، فإن سلامتهن وفرصهن وأمنّهن سيصبح على المحك  

عندما تختار النساء والفتيات ما يرتدين من ملابس، تتعرض النساء والفتيات للعنف والكراهية في الشوارع والمنازل وأماكن العمل والمؤسسات العامة او الخاصة. يتراوح هذا العنف القائم على النوع الاجتماعي من الاعتداءات الصغيرة إلى الإساءة الجسدية و النفسية و الجنسية ، والتي تتعرض لها النساء بشكل متكرر لدرجة أنها أصبحت روتيناً 

في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما ترتديه النساء والفتيات يحدد من تستحق السلامة، ومن لا تستحق، ومن تستحق التعاطف، ومن لا تستحق، ومن تستطيع الوصول إلى فُرص العمل والتعليم، ومن لا تستطيع وتخضع خياراتهن بما يتعلق بلباسهن للمراقبة والسيطرة من قبل أسرهن ومجتمعاتهن لتلحق تداعيات اقتصادية واجتماعية ونفسية ضخمة على حياتهن. وفيما يتعلق بقدرة النساء والفتيات بالمنطقة على التنقل بأمان في الأماكن العامة فأن ذلك يحدد بأخلاقهن، وأن اخلاقهن - بغض النظر عن الخلفيات الثقافية أو الدينية أو الطبقية أو العرقية أو السياسية – تُحدد بمدى التزامهن بالمعايير الأجتماعية حول اللباس 

قصة نادية هي مثال واضح على أن هذا النوع من التحكم يبدأ في سن مبكرة ، ولسوء الحظ ، فإنه يتجاوز التحكم بضبط وتنظيم لباس النساء و الفتيات ومظهرهنّ فقط. تمثل قصة نادية غالبية الفتيات والنساء وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اللواتي يجبرن على إارتداء ملابس "مناسبة" لحماية أنفسهنّ و في حال لم تلتزم النساء والفتيات بالمعايير الاجتماعية حول اللباس فأنهن يُقابلنّ بالوصم والنبذ والعنف  

"جسدي لم يعد ملكي"  

مثل صباح كل يوم أربعاء، تمارس نادية الرياضة في المدرسة لكن هذه المرة مختلفة فجميع زملائها في الفصل يرتدون الملابس الرياضية باستثنائها

مدربة الرياضة لم تتفاجئ فهي تعلم أن نادية ليست أول فتاة يتم منعها من ممارسة الرياضة بسبب اللباس ولن تكون الأخيرة

" مفاوضاتي اليومية مع النظام الأبّوي"

حان الوقت للذهاب إلى العمل . تأخذ نادية سترتها السوداء الطويلة من حقيبة يدها وترتديها قبل صعودها للحافلة لتجنب المضايقات فيها 

نادية تغادرعملها لرؤية صديقاتها. تخلع نادية سترتها الطويلة و ترتدي قميصها الجميل لتتناول الغداء مع صديقاتها  

حان الوقت للعودة إلى المنزل. تزيل نادية أحمر شفاهها وترتدي قميصها الأبيض وحذاءها المسطح وتعود إلى المنزل

"لباسي محتشم ومع ذلك لا أشعر بالأمان"  

بعد قضاء أمسية لطيفة في المطعم مع صديقاتها تعود نادية إلى البيت بسيارتها. تصادف نادية في الطريق الشرطي الذي يأمرها بالتوقف للتحقق من اوراقها 

كل شيء على ما يرام ومع ذلك فإن الشرطي لا يريد ان يتركها وحدها  

شعرت نادية بالذعر وصفعت الشرطي على وجهه ووصفته بالمنحرف

ينتهي المطاف بنادية في مركز الشرطة لاعتدائها على ضابط شرطة. اتصل مركز الشرطة بزوجها يوسف ليأخذها من هناك

.نادية مرعوبة من ردة فعله 

وصل الزوج مع والدته في غضب. تعتقد حماتها أن فستانها كان مستفزا

للنساء والفتيات الحق في تقرير ما يرتدينه. عندما تراقب المجتمعات ما ترتديه المرأة  فهي تُحرم من إحدى حقوقها الرئيسية. يجب أن تتغير المعايير الاجتماعية التي تسمح بهذا النوع من العنف المبني على النوع الاجتماعي حتى تتمكن المرأة من التعبيرعن نفسها من خلال ملابسها دون خوف أو إيذاء أو إساءة   

رسوم توضيحية لسونيا بن سالم/أتيليه جليبيت